تراجع الذهب وسط ترقب الرسوم الجمركية ومحادثات التجارة

المؤلف: الاقتصادية من الرياض08.08.2025
تراجع الذهب وسط ترقب الرسوم الجمركية ومحادثات التجارة

شهد الذهب اليوم الثلاثاء انخفاضًا طفيفًا، مدفوعًا بإقبال المستثمرين على اقتناص الأرباح بعد بلوغ الأسعار ذروةً لم نشهدها منذ خمسة أسابيع. يأتي هذا وسط ترقب حذر من قبل المستثمرين لأي تطورات إيجابية في المحادثات التجارية الحاسمة، وذلك قبل حلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية جديدة في الأول من أغسطس القادم.

في تمام الساعة 11:35 بتوقيت جرينتش، سجل الذهب في المعاملات الفورية تراجعًا بنسبة 0.25%، ليصل سعره إلى 3388.92 دولارًا للأونصة الواحدة.

وكان المعدن الأصفر الثمين قد لامس أعلى مستوياته منذ السابع عشر من يونيو في وقت سابق من الجلسة، قبل أن تتراجع العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتستقر عند 3396.10 دولارًا.

يعزو جيجار تريفيدي، كبير محللي شؤون السلع لدى "ريلاينس سكيوريتيز"، هذا الانخفاض في أسعار الذهب إلى عمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون. ومع ذلك، يرى تريفيدي أن الأسعار ما زالت قريبة من أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع، ويعزو ذلك إلى حالة الغموض المستمرة التي تسبق الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية في الأول من أغسطس، كما نقلت عنه وكالة "رويترز".

ويتوقع تريفيدي استمرار الاتجاه الصعودي للذهب على المدى القريب، مشيرًا إلى وجود "مقاومة قوية بالقرب من مستوى 3420 دولارًا. وفي المقابل، يمثل مستوى 3350 دولارًا منطقة دعم هامة".

تترقب الأسواق العالمية عن كثب قرارات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي قد تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية. وكان الرئيس الأمريكي ترمب قد صرح في وقت سابق بأنه يعتزم إرسال رسائل إلى أكثر من 150 دولة لإعلامها بأن معدلات الرسوم الجمركية قد تصل إلى 10% أو 15% اعتبارًا من الأول من أغسطس.

كما وجّه ترمب تحذيرًا إلى الاتحاد الأوروبي و24 دولة أخرى، من بينها شركاء تجاريون رئيسيون مثل كوريا الجنوبية واليابان، من مغبة فرض رسوم جمركية أعلى في ذلك التاريخ ما لم تتوصل هذه الدول إلى اتفاقات تجارية مرضية مع الولايات المتحدة قبل الموعد المحدد.

وفي ظل التوقعات المتضائلة بشأن إمكانية إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل الأول من أغسطس، يدرس الاتحاد الأوروبي حاليًا اتخاذ إجراءات محتملة للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية. وتشمل هذه الإجراءات خيار "تدابير مواجهة الإجراءات القسرية"، الذي يصفه بعض المراقبين بأنه أشبه بـ "الخيار النووي"، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" أمس عن مصادر دبلوماسية في التكتل.

بالإضافة إلى ذلك، تتجه الأنظار أيضًا نحو اجتماع لجنة السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، المقرر عقده في الأسبوع المقبل. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، مع وجود احتمالات لبدء تخفيضها في أواخر شهر أكتوبر القادم، وذلك في ضوء المؤشرات الاقتصادية الحالية وتوقعات النمو العالمي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة